السخرية من الشعوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أيام قليلة أتاني إيميل مضمونة طرفة أو كما نسميها "نكتة"

كانت تلك الطرفة تسخر من الهنود وغبائهم !

وعندما انتهيت من قراءة آخر سطر فيها استلقيت على ظهري ضاحكا

ليس على حال الهنود "الأغبياء" ، لا !

بل ضحكت على مبتكر ومرسل تلك الطرفة !

ألم يجد غير الهنود ليسخر منهم ؟

ألا تعلم من هم الهنود ؟


الهند هي مركز التجارة سابقا والتي كانت مقصد كل تاجر في الخليج

الهند هي من كانت تستقطب الرجال من هنا ليعملوا ويأتوا بالرزق ليطعموا أهلهم وأبناءهم !

أما الهند اليوم فهي القوة الاقتصادية والعسكرية الضاربة بالإضافة إلى الصين الشعبية

استفاد الهنود من الذرة والطاقة النووية وسخروها في الشؤون المدنية والعسكرية ليحموا بلادهم ووطنهم !

الهند تحوي عددا هائلا من العلماء والأطباء والمهندسين والبارعين ووو

ما لا يعلمه كثير منا أن الأطباء الهنود الذين يأتون للعمل في الخليج، هم من أصحاب المعدلات المنخفضة جدا فألقت بهم دولتهم في منطقتنا !

أما البارعون فهم هناك يجرون أبحاثهم في وطنهم ولا تفرط فيهم دولتهم أبدا


هذا هم الهنود يا من سخت من الهنود


أما نحن فدعونا نسأل انفسنا وبكل صراحة وصدق وأمانة :

ماذا قدمنا لأمتنا ؟

هل قدمنا كما قدم الهنود ؟

هل قدمنا نصفه ؟

ثلثه ؟

ربعه ؟

نحن ولدنا وفي فم كل واحد منا ملعقة من ذهب كما يقول الإنجليز، فقسنا عبقرية العقول بكثرة الأموال !

والأموال فقط

ولدنا ونحن نرى بلادنا تسبح على بحر أسود تتقاتل عليه الشعوب !

بحر يسمى :

" النفط "

فازدهرت بلادنا وتطورت ونمت في زمن قياسي، فظننا - بجهلنا - أنذلك كله بفضل عبقريتنا وعقولنا النيرة

نحمد الله تعالى على نعمة النفط فله الفضل أولا وآخرا ..

غير أنني أتساءل :

ماذا بعد النفط ؟

النفط مصدر طاقة ناضب بلا شك !

فكلها سنوات معدودة ثم .......

ينزل المؤشر إلى الحرف E

حينها ماذا سنفعل ؟

وكيف الخلاص ؟

هل استفدنا حقا من هذه الطاقة والنعمة التي انعم الله تعالى بها علينا ؟

بت أرسم صورة مستقبلية للحياة بعد النفط وكيف أن مشاريع ومؤسسات وجامعات سيكتب على بواباتها الضخمة عبارة " مغلق لعدم توفر الميزانية "

بعد أن كانت مركزا للعلوم والثقافة وووو

بت أتخيل شكل الشارع الخليجي وتلك الأعداد الهائلة من العاطلين عن العمل يجلسون على الرصيف ويثيرون الشغب احتجاجا على عدم توفر الوظائف ولقمة العيش لأبنائهم وذويهم، فترد الحكومات بالقوة وتقمع المتظاهرين فتنشب حرب أهلية ويتزعزع الأمن ونعود إلى زمن السلب والنهب وقطاع الطرق وعصابة "علي بابا" ، ويرجع لنا الجهل والتعصب العرقي وكأننا في عصر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى !

أرأيتم بشاعة تلك الصورة ؟

إنها من نسج ذهني فقط، ولكن الواقع قد يكون أقسى بكثير !

لذلك ما الحل لنتفادى ذلك ؟

هو ان يبدأ كل واحد منا بنفسه

كل واحد منا ينظر إلى نفسه على أنه مشروع عالم رباني أو مدير جامعة أو وزير أو عميد كلية أو أو أو


حينها سننهض وبكل قوة


ماليزيا ..

دولة لا تتمتع بمصادر طبيعية كما هو الحال عندنا في الخليج، لكنها وضعت خطة واضحة لديها لتصبح ماليزيا في عداد الدول المتقدمة بحلول عام 2020

غير أنا ماليزيا حققت هدفها وخطتها قبل ذلك بعشرين سنة كاملة !


الطائرة الأمريكية الآثمة تحلق فوق مدينة ناجازاكي اليابانية وتلقي بطفلها السمين فتسحقها سحقا وتحولها إلى أثر بعد عين !

في مدينة هيروشيما يدرس الأطفال ببراءة في مدارسهم وتطبخ الزوجة طعام الغداء لزوجها الذي سيأتي من العمل قريبا، وتحتضن أم طفلها لينام بهدوء في حضنها ، وهم لا يعلمون أن جسما أسودا يقترب من الأرض بسرعة الجاذبية الأرضية تتفاعل ذراته داخله مكونة طاقة هائلة لم يسمع بها الإنسان من قبل قط !

وما إن يلامس ذلك الجسم المجهول الأرض حتى يحول المدينة إلى رماد ويعيدها إلى كما خلقها ربها أول مرة !

كل ذلك قبل أن تعي الأم ما يحدث وقبل ان يلفظ الطفل حرف الهجاء في مدرسته !

هكذا سلبت أرواحهم قبل حتى أن يعوا ما يحدث حولهم !

ماذا حصل بعد ذلك ؟

في سنوات قليلة جدا تستعيد اليابان مجدها وهاهي تتربع على عرش الاقتصاد العالمي بفائض ضخم للغاية !


وهنا يأتي السؤال :

ماذا صنعنا نحن لننال أحقية السخرية من الشعوب الأخرى والتي قدمت لأمتها ونهضت بها ، بينما نستمتع نحن بهواء المكيف، فقط لأننا نملك بحرا من النفط !


والآن ...

هل يحق لنا السخرية من الهنود ؟

منقووووووووووووووووووول